يصعُب على من تَطأ قدماه لأول وَهلة بلاد الطُّورُوبْرِيَّاند أن يتخلصَ بسُهُـولةٍ من الانطباع الذي يستحوِذ عليه إلى أن يُوهِمه بأنهُ في إحدَى مُدُن جنوب المغرب الشَّرقي كألنيف، أو بُوذنيب، أو الرِّيصَاني. ذلكَ أن الأهَالي الطورُوبريَّانديِّين يسكنـون - مثل سُكان المدُن الآنفة - في تجمُّعَاتٍ معماريةٍ من الطّوب يحيط بالجهَات الأربع لكلٍّ منها سورٌ طوبي ضخم يتسعُ أحيانا إلى أن يأوي أكثر من 300 أسرَة ترتبط فيما بينها عَادة بقرَابَة الدَّم، ولذلكَ يحملُ كلُّ تجمُّع إسم الجدِّ الأوَّل المؤسس - الذي يضربُ عادة في عُمق التاريخ - بالإضَافة إلى إسم «غسر»،
المزيد…