موقع محمد أسليـم
الإصدار الثالث، غشت 2012
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الدولة والأخلاق والسياسة في السياق العربي الإسلامي: 01 - تقديم بقلم البروفيسور م. تيي
قرأت باهتمام كبير عمل حميد الدليمي، فوجدته يتيح تحقيق معرفة أفضل بعمل ابن المقفع الذي يعتبر أحد كتاب النثر الأوائل في اللغة العربية (ت. 757م/140 هـ). في الواقع، من الجيد معرفة الأفكار السياسية لهذا المؤلف الذي كان كاتبا للخليفة، مثل معاصره عبد الحميد الكاتب. لا يتعلق الأمر عند ابن المقفع بـتصحيح «نظام سياسي»، لأن لا شيء في فكره منهجي ومُنظم، إذ هو عبارة عن نصائح موجهة للأمير (وصايا عملية تأخذ نماذج لها مرايا الأمراء في الثقافة الفارسية)، إنه حكايات خرافية يقتضي الوقوف على معناها السياسي القيام بعمل تأويلي. وفي جميع الأحوال، تظل أطروحة حميد الدليمي في هذا الكتاب هي أن الشأن السياسي، بالنسبة لابن المقفع، هو مؤسَّسة إنسانية لا توجد مبادئها في الدين. ولإظهار ذلك، قام حميد الدليمي، في سياق آخر[1]، بتذكير مُسهَب بالتطورات التاريخية لتشكُّل مجموع المسلمين، ختمه بتعريف بابن المقفع... كان الدليمي على صواب بالتأكيد في توضيحه الانشغال السياسي عند ابن المقفع، وقد سعى إلى البحث عن مصادر هذا الانشغال. ربما هناك مصادر إغريقية؛ لماذا تُجهَل سياسة أرسطو ظاهريا؟ نرى أنَّ هذا العمل لم يُترجَم إلى اللغة العربية، وأنه لم يُقرأ في العصر الوسيط حتى[2]، ومن ثم نجاح المنتحلات التي ينسَبُ إليها هدف سياسي (سرالأسرار[3]، رسائل أرسطو إلى الإسكندر). لذلك، بينما كان يجعل أرسطو من السياسة علما مِعماريا، يضع ابن المقفع الأخلاق في الأساس؛ ولكن أليس هناك صعوبة فيما يخص عَلاقات السياسة بالدين (بما أن التعاليم الدينية تكون دائما ذات طبيعة أخلاقية)؟ يوجد هنا غموضُُ، أحسَّ به حميد الدليمي، ويحتاج إلى مزيد من التحليل. الكاتب: محمد أسليـم بتاريخ: الجمعة 21-09-2012 01:38 صباحا الزوار: 929 التعليقات: 0
|
![]() |
|
|||||||||
الآراء الواردة في مواد ضيوف الموقع ومجلته لا تمثل رأي صاحب الموقع بالضرورة، ويتحمل كتابها وحدهم جميع المسؤوليات المترتبة عليها |
||||||||||
موقع محمد أسليـم - الإصدار 3 @ غشت 2012 |
||||||||||
|